الأسواق الشعبية في الباحة تعتبر من أشهر الأسواق في المملكة العربية السعودية؛ فهي تشتهر بوجود العديد من الأسواق الأسبوعية التي تتخذ أسماءها من أيام الأسبوع، و هي تحتوي علي عشرين سوقاً في مختلف مدنها منها سوق الخميس الذي يقام في مدينة الباحة.
نشأه الأسواق الشعبية في الباحة
نشأت الأسواق الشعبية في الباحة مثلها مثل العديد من الأسواق الأخري التي تقع في المملكة العربية السعودية، و كان النظام السائد في ذلك الوقت هو النظام القبلي؛ أي أن كل قبيله تحرص علي إنشاء سوق خاص بها علي أراضيها؛ و هو ما يسمي بالتنافس القبلي؛ مما أدي إلي تعدد الأسواق.
و لكن الأمر لا يقتصر علي هذا التنافس فقط بل يعمل هذا التنافس علي جذب المرتادين الذين يمثلون قوة البيع و الشراء مع الأخذ في الاعتبار وسائل النقل التقليدية التي تعد سبب من أسباب تعدد الأسواق الشعبية في الباحة بالاضافة إلي الظروف الطبيعة الصعبة في المنطقة.
الأسواق الشعبية في الباحة
تشتهر مدينة الباحة بالعديد من الأسواق الشعبية في مختلف قطاعاتها بالسراة و التهامة و البادية؛ ففي مدينة الباحة يقام سوق الخميس، و العقيق في يوم الخميس و قلوة يوم الأحد، بالإضافة إلى سوق الحجرة و سوق القرى و أسواق أخرى في القرى والهجر.
ويقع في وسط المخواة سوق الثلاثاء؛ حيث بلغ عدد الأسواق بها إلي عشرين سوقاً تتوزع وفقاً لأيام الأسبوع وهي ما يطلق عليها الأسواق الأسبوعية.
محتوي الأسواق الشعبية في الباحة
توفر الأسواق الشعبية كل ما تحتاجه الأهالي من سلع و مفروشات و مصنوعات جلدية و مفروشات وأدوات خشبية وحرفية و زراعية بالإضافة إلي أنه يباع فيها العسل والسمن البلدي والفواكه الموسمية، ويوجد مكان خاص للنساء يتوفر به كل مستلزماتهم مثل البخور والملابس والأطياب والتحف والأوعية.
وهذه الأسواق تعتبر مزجاً بين الماضي والحاضر لذلك تمثل أداة جذب للسياح؛ يقام سوق السبت في محافظتي بلجرشي والمندف وقري الغشامرة والرمي والجرداء والنقعاء.
و يختص سوق يوم الأحد بقري رغدان ووادي نيرة ووادي دوقة الحجرة وبني كبير؛ أما سوق يوم الاثنين فيقام في قري غامد الزناد وبني سالم ووادي يبس وربوع الصفح، وسوق يوم الثلاثاء في محافظة قلوة والظفير وآل نعمة وقري الحميد، وسوق يوم الأربعاء لمحافظتي مخواة والقري وربوع الصفح وربوع قريش، فيما كان سوق الخميس لمدينة الباحة وقريتي برحرح والشعراء وسوق الجمعة لمحافظة العقيق.
شكل الأسواق الشعبية في الباحة
يأخذ شكل الأسواق الشعبية شكلاً مستطيلاً في الغالب و أحياناً يأخذ الشكل الدائري بسبب عدم وجود مساحات واسعة منبسطة، كان يوجد في هذه الأسواق بعض المحلات الصغيرة الثابته التي تكون مستطيلة الشكل طولها مترين ونصف تقريباً وعرضها حوالي متر ونصف ويبلغ ارتفاعها حوالي متر ونصف.
و تكون مفتوحة من الأمام خالية من الأبواب ويبلغ عددها عشر محلات فقط وكان أغلبية الباعه بها متجولين، حيث كانوا يأتون إلي مكان السوق ليعرضون بضائعهم و يفرشون الأرض من كل مكان حولهم في مكان خال؛ و يضعون بضائعهم علي قطعه قماش أو حصير ، و عندما ينتهي عملهم يصبح السوق مهجوراً لمدة ستة أيام لا يزاول فيه أي بيع أو شراء و كان يتم تأجير الأسواق لصالح القبيلة.
البيع و الشراء بالأسواق الشعبية في الباحة
كان البيع و الشراء يتم بعد صلاة الفجر من يوم انعقاد السوق حتي العصر و هذه المواعيد خاصة بالأسواق الرئيسية؛ و كانت السلع الرئيسية في الأسواق هي الحبوب كالذرة و القمح و الدخن علي الرغم من أن كل مزارع تهامة والسراة تنتجها ولكن ليس في كل عام يتم انتاج الحبوب؛ فكان يحدث نقص في بعض السنوات علي السلع لذلك عملو البائعين علي بيع الفائض لأن الحبوب تعتبر هي المصدر الرئيسي لسكان البادية.
وكانت مدن مكة وجدة والطائف تستعين بأسواق مدينة الباحة في شراء الحبوب؛ حيث كان هناك تجار ينقلونها عبر القوافل إلي هذه المدن.
و حالياً يسعى المجلس البلدي في الباحة الى إحياء بعض الأسواق الشعبية و التي تتم عن طريق تسويق بعض المنتجات الشعبية و الصناعات التقليدية التي تعتبر هي مصدر أساسي للسياح ويوجد عليها اقبال كبير.